إن عملية التذكر تعتبر من أهم العمليات المعرفية التي يتنعم بها الإنسان ،ومن دونها لايستطيع مزاولة حياته بشكل طبيعي واعتيادي،إذ أن أبسط نشاط ظاهريا كالحديث الذي هو جوهر ولب التواصل بين بني البشر،يحتاج هو الآخر لهذة العملية المعرفية ،بإعتبار أن التذكر في أبسط تعريف له هو استعادة واسترجاع المعارف والخبرات والمعلومات السابقة التى سبق وأن اكتسبها الفرد ، فإن عملية الإسترجاع تحتاج إلى عمليات وتقنيات خاصة لعملية الإسترجاع (1).
شهد تحدیـد المقصـود بـذوى صـعوبات الـتعلم جـدلا كبیـرا فـى الآونـة الأخیـرة كمـا ظهـرت انتقـادات متعـددة للاعتمـاد علـى اختبـار محـدد لتشـخیص صـعوبة الـتعلم ،
كمـا وجـب تـوخى الحـذر فـى تعریـف وتحدیـد المقصـود بـذوى صـعوبات الـتعلم حتـى لا تتــداخل مــع فئــات أخــرى خاصــة مشــكلات التــأخر الدراســى و ضــعف مســتوى
التحصــیل الأكــادیمى ، لــذا كــان مــن الأهمیــة البالغــة وضــع تعریفــا محــددا شــاملا یمیز هذه الفئة عن غیرها من ذوى الإعاقات الاخرى(2).
لقـد حظیـت الـذاكرة العاملـة وتحسـینها ومقارنتهـا عنـد ذوى صـعوبات الـتعلم والعـادیین بإهتمـام العدیـد مـن البـاحثین حيث أن الذاكرة البصریة المكانیة تمتاز بالدقة في حل المسائل الحسابیة لدى الأطفال العادیین ذوي صعوبات التعلم في الریاضیات وأظهرت النتائج في عدد كبير من الدراسات أن أثر الذاكرة العاملة اللفظیةوالبصریة والمكانیة على الدقة في حل المسائل الحسابیة مما یــــــــــؤكد على وجودفروق بین التلامیذ العادیین وذوي صعوبات التعلم في أداء العملیات الحسابیة وفي مقاییس الذاكرة العاملة لصالح العادیین ، وأنــه علــى الــرغم مــن المســتوى المتكافئ للذاكرة العاملة إلا أن هناك تقییـدا للـذاكرة العاملـة ظهـر فـى شـكل فـروقبــین المجمــوعتین ، ولــم یكــن القصــو ر فــي الــذاكرة العاملــة مرتبطــا بــالتعرف علــى الكلمـــات أوالأداء علـــى اســـتیعاب الجمـــل لـــدى ذوي صـــعوبات الـــتعلم،وأن ذوي صـعوبات الـتعلم بشـكل عـام ربمـا ینفـذون مهامـا معرفیـة بطریقـة مختلفـة نوعیـا عـن تلـك التـي یسـتخدمها العـادیون(3).
الإستراتيجيات العلاجية لإضطرابات الذاكرة:
- استراتيجيات التسميع لإضطرابات الذاكرة
و فيها يطلب من الطلاب تسميع المثير أو المادة المتعلمة لفظيا و كتابة أو بحا أو دراسة أو تكرارها بأي طريقة أخرى و قد يطلب من الأطفال تسميع الفقرات مرة واحدة أو عدد معين أو غير معين من المرات
- استراتيجيات الإتقان أو إدراك التفاصيل لإضطرابات الذاكرة
و فيها يطلب من الطلاب استخدام عناصر المثير أو المادة موضوع التعلم و تحديد معناها الأساسي ثم وضعها في جملة و القياس عليها و عكسها و المشابهة لها في المعنى مع اختلاف في التركيب و المختلفة معها في المعنى ( بمعنى تعميق دراستها للوصول لدرجة إتقان و من ثم ضمن عدم نسيانها )
- استراتيجيات التوجه ( التهيؤ و الانتباه ) لإضطرابات الذاكرة
تقوم هذه الاستراتيجيات على توجيه انتباه الطالب إلى الهمة أو المشكلة أو الموقف مثل إثارة اهتمام الطالب أو انتباهه أو حفزه أو تنشيط دافعيته خلال عمليات التدريس بكلمات مثل :- انتبه ركز معي – هل يمكنك إعادة ما قلته
- استراتيجيات استخدام معينات الانتباه لإضطرابات الذاكرة
هذه الاستراتيجيات تماثل استراتيجيا الانتباه و الفروق هنا تتمثل في أن يطلب من الطالب استخدام الأشياء و الموضوعات أو اللغة أو ربط المادة موضوع التعلم بشيء يخصه يظل موصول الانتباه –أو التوجه للمهمة موضوع المعالجة
- استراتيجيات النقل –أو التحويل لإضطرابات الذاكرة
تستخدم استراتيجيات النقل أو التحويل بمعرفة المدرسين بهدف تحويل المشكلات أو المواقف الصعبة أو غير المألوفة إلى مشكلات مألوفة أو بسيطة و التي يمكن تذكرها أو حلها بسهولة مع استخدام الأسس المنطقية و لقياس و القواعد التي تحكم العلاقات بين عناصر تلك المشكلات
- استراتيجيات تصنيف المعلومات لإضطرابات الذاكرة
يمكن للمدرسين توجيه الطلاب إلى استخدام تصنيف المعلومات وفقا لمحاور تصنيفية معينة كالمعنى المشترك أو الخصائص المشتركة ( شكلية – تركيبية – مكانية – زمانية 000)
- استراتيجيات التخيل لإضطرابات الذاكرة
تقوم هذه الاستراتيجيات على إثارة خيال الطلاب لمحتوى المادة موضوع التعلم و العلاقات الكامنة في هذا المحتوى و استخدام صور تخيلية لها مثل إيقاع بعض الكلمات ، سيمفونية عزف خطوات حل المشكلات ، بزوغ أو انبثاق الأفكار
- استراتيجيات استخدام معينات لحل المشكلات و تنشيط الذاكرة
تقوم هذه الاستراتيجيات على استخدام معينات لحل المشكلات و تنشيط الذاكرة مثل :-
1- حث الأطفال على استخدام المكعبات – أو عدادات الحذف و الإضافة لعمليات الجمع و الطرح بشكل محسوس يساعد الأطفال على تصور بعض العمليات المجردة و تحويلها إلى محسوسات
- استراتيجيات استخدام المعينات العامة
تقوم هذه الاستراتيجيات على تشجيع الدرسين للتلاميذ لاستخدام ما يمكن أن يطلق عليه المعينات العامة كالأطالس و القواميس و شرائط الفيديو و زيارات المتاحف و المصانع و المؤسسات و المواقع الميدانية المرتبطة بالمادة موضوع التعلم
- استراتيجيات استخدام ما وراء الذاكرة:
تقوم هذه الاستراتيجيات على قيام المدرين بتعريف التلاميذ أن اتخاذ إجراءات معينة يمكن أن تكون أكثر فائدة من غيرها في تعلم المادة و دراستها مثل :- إعطاء تلميحات عن العوامل التي تساعد على الحفظ و التذكر و حدود عمل الذاكرة أو تفسيرات لكفاءة أو فعاليات تنشيط الذاكرة ، و الأسباب التي تؤدي إلى رفع مستوى الأداء و الاحتفاظ بالمعلومات و استخدام المعلومات أو توظيفها بصور منتجة و فعالة (4).
المراجع :
-الطهراوي ياسين – الذاكرة لدى أصحاب صعوبات التعلم -2015
-فتحـى مصـطفى الزیـات-صــعوبات الــتعلم-التوجهــات الحدیثــة فــى التشخیص والعلاج-2015
دعاء عوض ، نرمين عوني -دافعیة التعلم وعلاقتها بالذاكرة العاملة لدى ذوى صعوبات التعلم والعادیین من تلامیذ المرحلة الابتدائیة-2017
ابراهيم رشيد -علاج اضطرابات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم-2015