في الثالث من نوفمبر من كل عام، تحتفي دولة الإمارات بيومٍ تتوحّد فيه القلوب قبل الألوان، يومٍ تتجدد فيه مشاعر الانتماء والولاء، وتُرفع فيه راية الاتحاد عاليةً في سماء الوطن.
إن يوم العلم ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو تجسيد لقيم الفخر والهوية والوحدة، حيث يجتمع الجميع تحت علم واحد، يحمل معاني العطاء والكرامة والعزيمة.

الفخر والهوية… قيم تتجسد في يوم العلم
يرمز العلم الإماراتي إلى تاريخٍ من المجد والإنجاز، وإلى حاضر مشرق يصنعه أبناء الوطن بعزيمة وإصرار.
فهو ليس علم وراية فحسب ، بل رمز لقيم الاتحاد، والتسامح، والاحترام، والعمل، والإخلاص، وهي القيم التي تشكّل أساس الهوية الإماراتية الراسخة.
في هذا اليوم، يتجدد في نفوس أبنائنا معنى الفخر بالانتماء إلى وطنٍ جعل من الوحدة نهجًا، ومن العلم عنوانًا للمستقبل.
المعلم… نبض الفخر وراية الانتماء
يأتي دور المعلمين محوريًّا في ترسيخ قيم يوم العلم، فهم المربّون الذين يغرسون في نفوس الطلبة حبّ الوطن، ويعلّمونهم أن رفع العلم هو مسؤولية قبل أن يكون احتفالًا.
فالمعلم قادر على تحويل هذه المناسبة إلى درس في المواطنة الصادقة، فيربط بين رمزية العلم وسلوك الطالب اليومي، من الانضباط والاحترام والعمل بروح الفريق.
إن المعلم حين يشرح للطلاب معنى ألوان العلم، فهو لا يشرح معلومة، بل يبني وعيًا وطنيًا يمتد أثره في السلوك والانتماء.
المدرسةفضاء للوحدة والاحتفاء بالقيم
المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلّم، بل هي منبر للوطنية والهوية، وفي يوم العلم تتحوّل ساحتها إلى لوحةٍ من الولاء والانتماء.
من خلال الفعاليات والاحتفالات، تُعزز المدرسة روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب والمعلمين، وتُظهر قيمة الوحدة الوطنية في أبهى صورها.
وفي رفع العلم صباحًا، يتعلّم الطلاب معنى الانضباط، والاحترام، والاعتزاز بإنجازات وطنهم الذي يحتضن الجميع.
القدوة وغرس القيم في البيت
البيت هو المدرسة الأولى في حب الوطن، و الأسرة الصغيرة والكبيرة وأولياء الأمور شركاء أساسيون في تنمية روح الانتماء.
حين يشارك الأب والأم أبناءهم لحظة رفع العلم، أو يتحدثان معهم عن معاني الألوان الأربعة، فهما يرسّخان قيمة الولاء والاعتزاز بالجذور.
كما يعزّزان في نفوس أبنائهم قيمة الإخلاص في العمل وخدمة الوطن، ليتعلموا أن حب الإمارات لا يُعبَّر عنه بالكلمات فقط، بل بالفعل والمساهمة والبناء.

يوم العلم هو يوم تجديد العهد بين أبناء الإمارات ورايتهم الغالية، يوم يؤكد أن الهوية الإماراتية ليست شعارًا، بل ممارسة حيّة تتجلى في كل بيت ومدرسة ومؤسسة.
وفي هذا اليوم، يقف الجميع — معلمين وطلابًا وأسرًا — تحت علمٍ واحد، يهتفون :
دام عزّك يا إمارات… ودام علمك رمزًا للفخر والهوية والوحدة.

