إن تعليم مهارة القراءة واحدة من أهم المهارات اللغوية الأربع ، ولها جانبان ، الجانب الالي وهو التعرف على أشكال الحروف واصواتها والقدرة على تشكيل كلمات وجمل منهـا ، والجانب الاادراكي الذهني يؤدي الى فهم المـادة المقروءة ، ولا يمكن الفصل بحال من الأحوال بين الجانبين الآلي والادراكي ، اذ تفقد القراءة دلالتها وأهميتها اذا اعترى أي جانب منها الوهن والضعف ، فالقراءة تصبح ببغاوية اذا لم يكن القارىء قادرا على فهم واستيعاب ما يقراً ، ولا يمكن أن تكون هناك قراءة اذا لم يكن قادرا على ترجمة ما تقع عليه عيناه الى أصوات مسموعة للحروف والكلمات والجمل ، وهنا يلتقي الجانبان الادراكي والآلي لتكون هناك قراءة بالمعنى الدقيق .
أنواع القراءة من حيث الغرض :
- ـ مهارة القراءة السريعة العاجلة : وهي القراءة التي يقصد منها القارئ البحث عن شيء بشكل عاجل ، وتهم الباحثين كقراءة فهارس الكتب ، وقوائم الأسماء … وتفيد في البحث عن المصطلحات ، واستعراض المادة ومراجعتها ، والكشف عن معاني المفردات من المعاجم وللتدريب عليها يكلف المعلم تلاميذه بالبحث عن الموضوع المطلوب من خلال الفهرس أو البحث عن كلمة .
- ـ مهارة القراءة لتكوين فكرة عامة : عن موضوع متسع وهي أكثر دقة من القراءة السريعة.
وتستعمل في مثل قراءة التقارير ، واستيعاب الحقائق ، وتفيد في الاستذكار ، واستخلاص الأفكار ، وكتابة الملاحظات .
وللتدريب عليها : يكلف المعلم تلاميذه بتلخيص ما يقرؤون في المكتبة المدرسية أو الفصلية …
- ـ مهارة القراءة التحصيلية : ويقصد بها الفهم والإلمام ، ويشترط في هذه القراءة التريث والتأني لفهم ما يقرأ إجمالا وتفصيلا . وتستعمل في استذكار الدروس لتثبيت المعلومات والحقائق في الأذهان ، واستخلاص الأفكار من المقروء ، وعقد موازنة بين المعلومات المتشابهة والمختلفة ، وكتابة الملاحظات .
- ـ مهارة القراءة لجمع المعلومات : وفيها يرجع القارئ إلى عدة مصادر ، يجمع منها ما يحتاج إليه من معلومات خاصة مثل قراءة الدارس الذي يعد رسالة أو بحثا ويتطلب هذا النوع من القراءة مهارة في التصفح السريع وقدرة على التلخيص.
وتستعمل في الرجوع إلى المصادر المتعددة ،والتصفح السريع والقدرة على التلخيص والتحليل
- ـ قراءة للمتعة : في أوقات الفراغ وهي قراءة خالية من التعمق والتفكير وقد تكون متقطعة تتخللها فترات ، كقراءة الأدب والفكاهات والطرائف ، وقد يقرأ المرء خلالها الصحف والمجلات .
- ـ القراءة النقدية التحليلية : وهي القراءة المتأنية التي يتولد لدى المرء من ممارستها نظرة نقدية نافذة يستطيع من خلالها الحكم على الأشياء ، من خلال الموازنة والربط والاستنتاج . مثل نقد قصة أدبية ، أو قصيدة شعرية …
عوامل الإستعداد للقراءة
-
الإستعداد العقلي :
إن مهارة القراءة عملية معقدة والنجاح في تعلمها يقتضي قدرا معينا من النضج العقلي تباين في مقداره أصحاب التجارب التربوية بين ست سنوات ، وست سنوات ونصف ، وسبع سنوات يكون العمر العقلي للطفل إضافة إلى عامل الجو المدرسي ومهارة المعلم وعدد التلاميذ والمقررات الدراسية … الخ .
-
الإستعداد الجسمي :
عملية القراءة ليست عملية عقلية فحسب ، بل تدخل فيها جميع الحواس من سمع وبصر ، ونطق ، وصحة عامة .
وهذا الجانب يعتمد على فطنة المعلم وتلمسه لسلامة تلاميذه من جميع الإعاقات والعمل على علاجها إن وجدت حسب الإمكانات المتوفرة لديه .
-
الإستعداد العاطفي :
يولد الأطفال مختلفين في قدراتهم واستعداداتهم بناء على اختلاف بيئاتهم والمقومات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لدى كل بيت ينشأ فيه الطفل . ويكبر دور المعلم في إشراك تلاميذه في عدد من النشاطات الجماعية والمسؤوليات الفردية ، وتدريبه على ضبط انفعالاته في المواقف المثيرة إضافة إلى تهيئة المعلم عدد من المواقف للتلاميذ بحيث تيسر لهم فيها فرص النجاح في التحصيل ، كي يشعروا بلذة ذلك النجاح .
الإستعدادات في الخبرات والقدرات :
يأتي الطفل إلى المدرسة وهو مزود بعدد كبير أو قليل من الخبرات والتجارب السابقة ، وبحظ قليل أو كثير من القدرات التي تمت خلال سني عمره والقراءة مرتبطة بما اكتسبه من خبرات وقدرات سابقة متمثلة :في الخبرات السابقة ، المبنية على الزيارات والرحلات والمشاهدات ، وممارسة بعض الأنشطة . والمحصول اللغوي: المبني على حصيلة الطفل من الكلمات ، والتراكيب ، والمفردات التي يسمعها أو يستخدمها
المراجع :
طاهرة أحمد الطحان , مراحل الاستعداد للقراءة في الطفولة المبكرة ،2003
نورهدايتي ، تعليم مهارة القراءة بطريقة تحليلية ،2017
رزق رمضان أبو أصفر ، محمود محمد محلوف ، دليل المعلم الى تعليم وتعلم مهاراتى القراءة والتعبير ، 1998