7خطوات لدعم المعلمين في مواجهة الإجهاد المهني وتحقيق التوازن النفسي

7 خطوات عمليَّة لدعم المعلِّمين في مواجهة الضُّغوط، واستعادة التَّوازن، وتجديد الطَّاقة النَّفسيَّة، ضمن رؤية شاملة تضع صحَّة المعلِّم  النفسية ركن أساسي في صميم تطويرالعملية التعليمية.

يظلّ المعلِّم هو القلب النَّابض للعمليَّة التَّربويَّة، والعنصر الأهمُّ في بناء عقول الأجيال القادمة،إنَّ الضُّغوط اليوميَّة، وتعدُّد المهامِّ، والتَّوقُّعات العالية، قد تجعل من مهنة التَّعليم بيئةً خصبةً للإجهاد والاحتراق النَّفسيِّ، ممَّا ينعكس سلبًا على جودة التَّعليم، وعلى الصِّحَّة النَّفسيَّة للمعلِّم ذاته، الوصول إلى حالة من السَّعادة والرِّضا الوظيفيِّ لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورةً مهنيَّةً وتربويَّةً.

فالمعلِّم المتوازن نفسيًّا، المدعوم إنسانيًّا، هو الأقدر على الإبداع، والتَّجديد، والتَّفاعل الإيجابيُّ مع طلَّابه وزملائه. وقد أثبتت الدِّراسات أنَّ المدارس الَّتي تعزِّز رفاهية المعلِّم وتوفُّر له بيئة داعمة، تحقِّق نتائج أعلى في تحصيل الطُّلَّاب، وتقلَّ فيها معدَّلات الغياب والإجهاد المهنيِّ.

أوَّلاً: الوعي بالإجهاد المهنيِّ

تعدُّ الخطوة الأولى نحو تعزيز التَّوازن النَّفسيِّ للمعلِّم هي إدراك طبيعة الإجهاد المهنيِّ والتَّعرُّف على مظاهرة، مثل: التَّوتُّر المستمرُّ، فقدان الدَّافعيَّة، تشتُّت الانتباه، والإنهاك العقليُّ. إنَّ الوعي المبكِّر بهذه الأعراض يسهم في الوقاية من الاحتراق المهنيِّ، ويدعم اتِّخاذ استجابات تنظيميَّة ونفسيَّة أكثر فاعليَّة.

ثانيًا: تنظيم الأولويات وتحديد الحدود المهنية

يتطلب الحفاظ على الصحة النفسية المهنية وضع حدود واضحة بين المهام العملية والحياة الشخصية، وتشير التوصيات الحديثة إلى أهمية تخصيص أوقات محددة للعمل، وضمان فترات راحة كافية، لا سيما فيما يتعلق بحماية وقت النوم والامتناع عن أداء الأعمال المدرسية خارج أوقات الدوام الرسمي، لما لذلك من أثر مباشر على تقليل مستويات التوتر وتحسين جودة الحياة.

ثالثًا: تبني ممارسات منتظمة للعناية الذاتية

تحقيق التوازن النفسي عملية تراكمية تبدأ بعادات يومية بسيطة تشمل: النوم الكافي، ممارسة النشاط البدني، التأمل الواعي، أو تخصيص وقت للقراءة والاسترخاء. وقد أثبتت البرامج المعتمدة على التأمل الذهني فعاليتها في تحسين المزاج العام، وتقليل معدلات الاكتئاب، وتعزيز الوظائف المعرفية لدى المعلمين.

رابعًا: بناء بيئة مهنية داعمة داخل المدرسة

تُعد العلاقات المهنية الإيجابية بين الزملاء من أبرز العوامل المساهمة في التخفيف من الضغوط النفسية ،قد أشارت التجارب  العملية إلى أن تعزيز الدعم المتبادل بين أفراد الهيئة التعليمية ينعكس إيجابيًا على المناخ المدرسي، ويُسهم في خفض معدلات الإجهاد وتحسين الأداء التعاوني.

خامسًا: طلب الدعم النفسي أو المهني عند الحاجة


طلب المساندة النفسية أو الإرشاد المهني لا يُعد مؤشرًا على الضعف، بل هو سلوك مهني راشد. ويُنصح بالاستفادة من برامج العلاج السلوكي المعرفي والتدخلات المبنية على الوعي الذهني، لما لها من دور فعّال في دعم الصحة النفسية وتقوية مرونة المعلم في مواجهة ضغوط المهنة.

سادسًا: تخصيص وقت منتظم للنمو الذاتي
لا ينبغي النظر إلى الأنشطة الترفيهية أو الهوايات على أنها رفاهية، بل هي ضرورة نفسية ومهنية ، فقد أظهرت الدراسات أن الانخراط في أنشطة تُعزز الشغف والاهتمام الذاتي يُسهم في رفع مستويات الرضا الوظيفي وتحقيق حالة من التوازن النفسي المستدام.

سابعًا: مراجعة الأهداف المهنية وتعزيز المعنى الوظيفي
تُشكل مراجعة الأهداف المهنية والتذكير بالقيم التربوية جوهر الاستدامة النفسية في مهنة التعليم. فالاتصال المستمر بالرسالة الإنسانية للمهنة، والاحتفاء بالانجازات اليومية، حتى وإن بدت بسيطة، يرسّخ الشعور بالمعنى، ويُعزز من الدافعية الذاتية، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بالرفاه المهني طويل المدى.

المراجع :

 Carnegie Learning: (2023)”Teacher Well-Being Toolkit: Evidence-Based Strategies for Mental Wellness in Schools

Sahara line Education Group: (2024)”Collaborative Culture and Teacher Support: Field Reports from Low-Resource Schools in the Middle East.

Loading

Shopping Cart
error: Content is protected !!
Scroll to Top