تعتبر اليابان الدولة ذات السمعة الأكثر شعبية في مجال التعليم وتقدمها في إدارة الصفوف التعليمية ، وأصبحت بذلك نموذجا يحتذى به في هذا المجال حيث كانت لها الريادة في العديد من الخطوات النظامية والمنهجية ، ولقد مرت اليابان بعدد من المراحل الزمينة :
أولا :مرحلة ميجا:
بدأت في عهد ميجا (1868 – 1913 )مرحلة التحديث اليابانية من خلال الإتصال بالثقافة الغربية، ونجمت عنها نجاحات وابداعات باحثين خاصة في ميادين العلوم والتكنولوجيا، إلا أن هذه المرحلة كان ينقصها توفر البحوث العلمية المنشورة .
ثانيا :مرحلة تيشو (1913- 1936)
ازدهرت مرحلة الحاكم تيشو بزيادة البحوث العلمية والتركيز على تطبيق التربية الإبداعية ، فألف عام 1919 ميكيجا جيبا ستة كتب جميعها تتعلق بالتربية الإبداعية منها كتاب (الجوانب النظرية والتطبيقية للتربية الإبداعية ) وفي سنة 1923 اقترح أحد المربين في كتابه مباديء التعليم \” ان يكون تنمية الإبداع هدفا رئيسيا للتعليم وفي سنة 1924كتب سوفا انج حول المشاكل االمنهجية للتربية الإبداعية.
ثالثا : مرحلة كوشيشي :
في سنة 1931أدخل كوشيشي آتو وهو مدير مدرسة ثانوية برنامج تربويا لتنمية الإبداع، وبعد رحلته العلمية إلى أوروبا وأمريكا وهو برنامج يعمل
على رفع الدافعية والإطلاع والإبتكار عند الطلبة في المرحلة الثانوية .وهكذا تتالت البحوث النفسية والتربوية حول عامل الإبداع وكيفية غرسها كسلوك ايجابي مبكر لدى المتمدرسين عامة في اليابان .
رابعا :مرحلة التحديث :
في الثمانينات زاد اهتمام اليابان بتحفيز وبتدريب التفكري على الإبداع بين ابنائهم، وعبرت مريي وايت بذلك بقولها وقد عبأت اليابان – حملة من اقصى الشمال الي اقصى الجنوب ومن شرقها الي غربها ،داعية الي تنمية الإبتكار والإبداع.
وهناك عددا من الأسباب والعوامل التى جعلت التعليم الياباني رائد وإبداعي :
أولا :أرتبط تطور التعليم الياباني الي التعليم الإبداعي بمراحل مدروسة بإستراتيجية تعليمية نمت وتطورت منفتحة على الغرب ومراعية بذلك
واقع واستعدادات المتعلم الياباني، واضعة في الإعتبار الأول الوصول لهدف واحد وهو التعليم من أجل الإبداع.
ثانيا: تكون التعليم الياباني وتطور انطلاقا من فلسفات علمية مدروسة من طرف خبراء في التربية والتعليم وقد ركزت على بناء الشخصية الإبداعية
بدأ بمرحلة الطفولة وصولا إلى مرحلة الشباب والكوادر المتخصصة في مجالات الهندسة والصناعة التكنولوجية الحديثة.
ثالثا: يصنع النظام التربوي حاضرومستقبل الأمم شرط ان يحصل على دعم وتبين سياسة الدولة والمجتمع .
رابعا : رغم ان اليابان لا تنفق على التربية والتعليم بالقدر الذي تنفقه الدول الأوروبية بما فيها امريكا وكندا إلا انها تملك اقوى نظام تربوي في العالم .
خامسا :تمكن اليابانيون من احتلال الريادة العلمية من خلال الجمع الأمثل بين معطيات الحضارة الغربية المعاصرة وثقافتهم الشرقية، فخلقوا معجزات
اقتصادية وسياسية واجتماعية.
سادسا: يتقدم اليابانيون على الأوربيين والأمريكيين في اهتمامهم المبكر بالتعليم قبل الإبتدائي، كما يتقدمون عليهم في حجم اهتمامهم بتحفيز التفكير الإبداعي وتنميته .
المراجع :
كاظم عبد النور،النظام التربوي الياباني واهتمامه المبكر بالتربية من اجل الإبداع،1997
انتصار الكرد ،التعليم الإبداعي اليابان نموذجا ،2014