في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة و التحولات و التطورات في جميع ميادين الحياة، أصبحت الحاجة ملحة لمواكبة هذا التغير لاسيما في مجال التعليم الداعم لأي تطور في أي مجال من مجالات الحياة عامة والأشخاص خاصة ،وقدأحدث الإعلام الجديد رغم حداثته قفزة نوعية في المشهد الإعلامي و مفهوم الإعلام، حيث ظهرت ملامحه وتبلورت خصائصه ومفاهيمه بشكل كبير، تمثل بالتكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال كالمواقع الالكترونية والاجتماعية و البريد الإلكتروني والمنتديات و المدونات والبوابات و مواقع المحادثة والدردشة …و أخذ تسمية الإعلام الجديد لكونه يختلف في بعض خصائصه وميزاته عن مفهوم الإعلام التقليدي أو الأدوات التقليدية الشائعة للإعلام ويسمى أيضا الإعلام البديل والإعلام الرقمى والإعلام الإلكترونى.
ولقد زادت في العقدين اللآخرين استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ تأثيرٌ كبيرٌ للتواصل والتفاعل بين الأفراد، والمجتمع بشكلّ لم يكن يتوقّعه أحد. حيث أضحت مواقع مثل “فيسبوك” “Facebook”، و”تويتر” “Twitter”، و”جوجل بلس، “Google+” و”يوتيوب” “YouTube”، وغيرها تستخدم في شتّى أنحاء الأرض، وتزيد من مهارات التواصل الاجتماعيّ عبر الشبكة العنكبوتيّة. وبالتالي فإنّه بالإمكان الاستفادة من ميزات هذه الشبكات باستخدامها في التعليم.
إنّ الاعتماد على مواقع التّواصُل الاجتماعيّ لها دور كبير، وفعّال أثّرت في طُرق ممارسة العمليّة التعليميّة عن بعد، وغيّرت في ديناميكيّة عملها، لما تُقدّمه من أدوات خلقت ردهة علميّة يتعاون، ويُشارك فيها أطرافها على التبادل، والحوار العلّميّ، وتعدّ أدوات التّواصُل الاجتماعيّ التحدّي الذي على دول العالم العربيّ استغلاله للارتقاء بمُستوى أفضل للتعليم عن بُعد وتماشيًا مع موجة التطوّرات، والتحاقًا بالرّكب الحضاريّ للدُّول المُتقدّمة، فهذه التّفاعُلات الجديدة التي تخلقُها هذه المواقع، خصوصًا “الفايسبوك Facebook” و”اليوتيوب YouTube”، أصبحت ضرورة حتميّة لا مفرّ منها، ويقول “فيليب كيو”: إنّه “علينا أن نتقبّل العلاقة الجديدة التي تربطُنا بالعالم الجديد الذي يستقبلُنا… إنّها طريقة بيداغوجيّة للتعوُّد على تغيير النّظام والرُّؤية والفهم
وظهر ما يطلق عليه اليوم بالإعلام التربوي وهو عمليّة توظيف وسائل الاتّصال، والمقصود هنا الإعلام المرئيّ ومواقع التواصل الاجتماعيّ واستخدام الشبكة العنكبوتيّة بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف التربويّة في ضوء السياسات التعليميّة والتربويّة والإعلاميّة للدولة.
ولعل أبرز أهداف الإعلام التربوى تتمثل في :
– المشاركة في نشر الوعي التربويّ على مستوى القطاعات التربويّة المتعدّدة، وعلى مستوى المجتمع بشكلّ عامّ والأسرة بشكلّ خاصّ.
– العمل من خلال اعتبار الجيل الجديد هو الثروة الحقيقيّة للمجتمع.
– العمل على غرس القيم، والمثل العلّيا، وتنمية الاتّجاهات السلوكيّة المناسبة، والنهوض بالمستوى التربويّ، والفكريّ، والحضاريّ، والوجدانيّ، للمتلقّي.
– إلقاء الضوء على المشكلات التربويّة، والاجتماعيّة ولا سيّما التي تتّصل بالأطفال، والإسهام في معالجتها.
– تنمية الوعي برسالة المعلّم وتعزيز مكانته في المجتمع.
– إبراز دور المؤسّسات التربويّة في تشكيل السلوك الاجتماعيّ المرغوب.
– الاهتمام بعناصر العمليّة التربويّة (المعلّم – المنهج – الأساليب – الكتاب – التقويم).
– التوجّه ببرامج تنمويّة تثقيفيّة إلى شرائح المجتمع المتعدّدة (أطفال – شباب – معلّمين – عمال – نساء – مزارعين).
– العمل على تأهيل الكوادر المتخصّصة في مجال الإعلام التربويّ.
– العناية بالتربية الوقائيّة، والإنمائيّة، والعلّاجيّة.
– إيجاد قنوات إعلاميّة للتعليم المستمرّ، والتعلّم عن بعد.
– متابعة التطوّرات، والتجديدات في مجال الفكر التربويّ، والتقنيّات التعليميّة، والمعلوماتيّة.
– التنسيق مع المؤسّسات التربويّة، والإعلاميّة لتحقيق التكامل في الأهداف، والبرامج، والأنشطة.
المرجع :
إحسان محمّد الحسن، علم الاجتماع التربويّ، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، 2005، ص 297 – ص 296
سمير محمّد حسين:الإعلام والاتّصال بالجماهير والراي العامّ عالم الكتب القاهرة، 1996، ص 226.
مالك شعبانيّ دور التلفزيون في التنشئة الاجتماعيّة جامعة محمّد خيضر- بسكرة، (الجزائر)، مجلّة العلّوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، العدد السابع، 2012.