يتجه العالم اليوم إلى التكنلوجيا بعمق ،ويجدها فرصة لإيجاد عالم افتراضي يحدده من خلال قوانين وسياسات أكثر سهولة وتحررا وتنظيما ،لذلك نجد العالم يجعل كل مجال الآن يهتم ببيئة افتراضية سواء من خلال المواقع الكترونية أو الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ، أو من خلال البريد الكرتوني ،أو المنتديات ولاشك ان مجال التعليم من المجالات المؤثرة في مستقبل العالم ،لذلك نجد اهتمام به سواء على الواقع العالمي الحى او في الواقع الافتراضي الذى يشغله العالم من خلال المواقع الكترونية ولعل من اهداف وجود واقع افتراضي في المجال التعليمي هو وجود عوائق يشهدها العالم تعيق عملية التعليم الفعلية في العديد من بقاع العالم وهذه الاضطرابات تجعل من الصعب أن يصل الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم لذلك لجأ العالم إلى الواقع الافتراضي كبديل للتعليم وكذلك لفائدة المعلمين والمحاضرين في أرجاء العالم حيث يسهل التكسب والربح من وقت فراغك ، فالآن أصبح بإمكانك أن تعطى محاضرة وانت تستمتع بشرب فنجان قهوتك في بيتك أو المقهى كما يمكنك كمعلم ان تلقى محاضرة لطلابك في الاكبر في امريكا اللاتينية أو الشمالية وانت في قارة افريقيا هذه الثورة الحقيقية في جعل العالم قرية صغيرة ، وليس المستفيد الوحيد من هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية هم فئة المعلمين او المحاضرين او الأساتذة ، بل الشريحة الأكبر في الاستفادة هم الطلاب فأصبح بإمكان الطالب الآن أن يدرس ما يشاء في أي وقت وان يحصل على الدرجات العلمية وهو في بيته ويتلقى دروسه ومحاضراته من خلال الشبكة العنكبوتية ، كما اصبح ان يسجل في جامعة لها سمعة عالمية أمرا يسيرا وسهلا ، كل ما عليه ان يتقدم من خلال طلب الكتروني على صفحة الجامعة الكترونية ويستطيع ان ينهل من علمها ، ويستطيع ان يحضر أي من الندوات والتفاعلات العالمية وهو يبعد عنها مئات الأميال بل آلاف الاميال ، لعلها ثورة وثروة فكرية ولكن لمن يتقنها ويستطيع ان يلاحقها ويسخرها لخدمته ويستطيع ان يستفيد بوقته لأكبر درجة وهذا لن يأتي سوى بمواكبة هذه التقنيات التعليمية عالية الجودة ،والمثابرة والصبر في تحقيق أهداف من خلالها ، وقد يعيب عالمنا العربي أنه لازال مستغلا لطاقات الواقع الافتراضي ولكنه يستخدمها على أقل تقدير وبنسب تكاد تكون ضعيفة بمقارنتها بالنسب العالمية . لذلك يجب علينا كمفكرين ومختصين ان نولى اهتمام لتدعيم هذه الثقافة التي ستصبح ضرورية لأبنائنا واحفدنا ولكي نستفيد من مردودها الفكري والثقافي فقديما كان الانسان يعيش حالما ان يسافر من دولة لأخرى حتى يحقق حلمه بالحصول على درجة جامعية من جامعة عريقة مثل هارفارد او كامبريدج الآن أصبح من السهل عليه ان يسجل في برامجها العلمية ويتابع كل ما هو جديد من خلال الانترنت ولعل فكرة هذا الدليل الإرشادي تواردت إلي ذهني من خلال ما يمر به عالمنا العربي من اضطرابات سياسية تعصف باستقرار البيئة التعليمية لذا يجب ان نوفر بيئة بديلة وان ندرب معلمينا ومحاضرينا بل كل ماله صلة في مجال التعليم حتى نغير ثقافتنا ويصبح التعليم عن بعد هو ما نفرغ فيه طموحنا في تعليم قوى وهو وسيلة أيضا لاستغلال الوقت بشكل مفيد ،وهذه المهمة ليست بالسهلة بل تحتاج إلى الكثير من الوقت والتدريب ،ولن نحصل على كل ما نرجوه بين عشية وضحاها وإنما بتخصيص ساعات إضافية للتدريب على مواقع التعليم عن بعد او كيفية اتقان التعليم الكرتوني والتعرف على المنصات الداعمة للرفع المقررات وكيفية استغلال المواقع وتسخيرها لإعطاء خدمة تعليمية متميزة نرجوها ،وقد صممت هذا البرنامج التعليمي لإفادة كل من أراد الخوض في هذا المجال من المعلمين أو المتعلمين كل في تخصصه حتي يكون بادرة نسير وراءها ويصبح التدريس عبر الانترنت مهارة مطلوبة لمن يعمل في حقل التدريس يستطيع ان يسخرها لخدمته وخدمة طلابه ،ويحقق فيها نجاحات مستغلا وقته ومستثمرا هذا الوقت بما يحقق له فائدة مادية وربحية وقد زودت الدليل بالعديد من المواقع التي يمكن استغلالها واوضحت كيف نحقق اكبر فائدة من المنتديات التعليمية وكيفية الاستفادة منها سواء في الفصل الواقعي أو الافتراضي ،كما تطرقت لكيفية التعامل مع السبورة الافتراضية وتحقيق الفائدة منها وغيرها من المواقع المهمة التي بات ضروريا ان نتعرف عليها عن قرب ، ونسعي لإحادة مهارة التدريس من خلال الانترنت ليس فقط لتحقيق مكاسب مادية وإنما رسالتنا في مواكبه الاتجاه العالمى وحتي يكون لنا السبق في هذا المجال مستقبلا ، ولكي نفيد أبناءنا الطلاب ونوجهم لعالم شيق ومختلف من التعليم وأدعو الله ان يكتب لي الخير وكل من ساعدني في خروج هذا الدليل للنور وان يوفقنا جميعا للفائدة العامة فهي رسالتنا ان نسعى لتطبيق كل ما سبقنا إليه العالم ،وادعو الله كل من تدرب في هذا البرنامج ان يستطيع التغيير والتطوير في مجاله والله الموفق .
د.خالد أحمد